مراجعة وتقييم لعبة The Precinct

نقدم لكم اليوم مراجعة وتقييم لعبة The Precinct، وهي لعبة أكشن ومغامرات من منظور علوي تدور أحداثها في مدينة أمريكية خيالية تُعرف باسم Averno في عام 1983. تأخذك اللعبة في دور الضابط المستجد كورديل، لتخوض تجربة مليئة بالإثارة والتشويق بأسلوب أكشن كلاسيكي مستوحى من ألعاب GTA القديمة، ولكن بتقنيات وأسلوب لعب يناسب ألعاب الجيل الحالي.

معلومات لعبة The Precinct

القصة الرئيسية

تدور أحداث اللعبة حول الضابط نيك كورديل جونيور، شرطي مبتدئ يسعى لكشف الغموض المحيط بمقتل والده، رئيس الشرطة السابق. خلال رحلته، يواجه كورديل جوانب متعددة من عالم الجريمة المنتشر في مدينة Averno، حيث يكتشف الوجه المظلم لهذه المدينة المليئة بالمخاطر. ورغم التحديات التي تواجهه، يبقى هدفه الأسمى واضحًا وهو الوصول إلى الحقيقة وراء مقتل والده.

المهمات

في The Precinct، لا تتبع المهام النظام التقليدي الموجود في أغلب الألعاب. عند بدء اللعبة، يخوض اللاعب مهام بسيطة لتعلم الأساسيات، ولكن مع التقدم في القصة، يتطور النظام إلى ما يُعرف بـ “الشيفتات” (Shifts). في كل يوم داخل اللعبة، يختار اللاعب شيفت معين مثل تحرير مخالفات السير، مطاردة العصابات بالسيارات، أو ملاحقة المجرمين عبر طائرة هليكوبتر لكل شيفت مدة زمنية محددة، وبعد انتهائه، يتوجه الضابط كورديل إلى قسم الشرطة لتقديم تقريره الرسمي وإنهاء الشيفت.

عند إغلاق الشيفت، يحصل اللاعب على نقاط خبرة تُسهم في رفع رتبته، بالإضافة إلى نقاط مهارة يمكن استخدامها لفتح قدرات جديدة مثل الوصول إلى أنواع أسلحة متقدمة، تعزيز قدرة التحمل، زيادة الصحة، وغيرها من المهارات. ورغم أن نظام الشيفتات يضفي تنوعًا على أسلوب اللعب في البداية، إلا أنه قد يصبح رتيبًا بعض الشيء بعد قضاء ساعات طويلة فيه.

أثناء الشيفتات، قد يتم استدعاء الضابط كورديل لبعض المهام الرئيسية لمواصلة التحقيق في مهام القصة الرئيسية. ومع جمع الأدلة الكافية، تُفتح مهام رئيسية كبرى، مثل القبض على زعيم عصابة خطير أو الإطاحة بمنظمة إجرامية، مما يعيد للاعب شعور الحماس والتقدم في أحداث اللعبة.

محاكاة حياة ضابط الشرطة

توفر لعبة The Precinct تجربة محاكاة واقعية لحياة ضابط الشرطة، حيث يتعين عليك الالتزام بالقوانين أثناء أداء مهامك. عند القبض على المشتبه بهم، يجب عليك اتباع الإجراءات القانونية، مثل تفتيشهم، التحقق من هوياتهم، وتفتيش سياراتهم. بعد جمع الأدلة والممنوعات، يمكنك توجيه التهم، لكن يجب أن يتم ذلك بناءً على أدلة كافية، وإلا فإن توجيه اتهام دون دليل سيؤدي إلى خصم من نقاط الخبرة الخاصة بك.

أثناء المطاردات، تتيح لك اللعبة استخدام وسائل دعم متعددة مثل استدعاء سيارات شرطة إضافية، وضع حواجز مسامير لثقب إطارات السيارات الهاربة، أو حتى طلب دعم جوي عبر طائرة هليكوبتر. يمكن فتح هذه الوسائل تدريجيًا مع التقدم في القصة. يجب عليك أيضًا الحفاظ على حالة مركبتك، حيث تتعرض للتلف أثناء المطاردات، ويمكن أن تنفجر في حالة الضرر الشديد. في حال حدوث ذلك، يمكنك طلب سيارة شرطة جديدة على الفور، والتي ستظهر بجانبك مباشرة.

خلال تحرير مخالفات المرور، مثل مخالفات الوقوف الخاطئ، يجب عليك اختيار المخالفة الصحيحة من قائمة الخيارات المتاحة. أي خطأ في تحديد المخالفة سيؤدي إلى خسارة جزء من نقاط الخبرة المكتسبة. نظام الشيفتات في اللعبة يعزز هذا الشعور بالمحاكاة، حيث يجب على الضابط كورديل الذهاب يوميًا إلى قسم الشرطة لتقديم تقريره أو تسليم المجرمين.

أسلوب اللعب

توفر لعبة The Precinct تجربة لعب متنوعة، حيث يمكنك اختيار نوع الشيفتات التي ترغب في خوضها، ومع التقدم في القصة، يتم فتح ميزة تخصيص الشيفتات، مما يسمح لك بتصميم نوع شيفت يناسب أسلوب لعبك. تعتمد اللعبة على كاميرا علوية مستوحاة من ألعاب GTA الكلاسيكية، والتي تضفي لمسة من الحنين إلى الماضي، لكنها أحيانًا تُفقد اللاعبين رؤية بعض التفاصيل الجمالية في البيئة.

أما عن الأسلحة، تقدم اللعبة مجموعة متنوعة تشمل الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ويمكنك فتح أسلحة جديدة وتخصيصها عبر صندوق سيارة الشرطة، بما في ذلك تعبئة الذخيرة. أثناء الاشتباكات، يمكنك اختيار السلاح المناسب وفقًا لنوع المواجهة، سواء كانت قتالًا بالأسلحة أو بالأيدي. ومع ذلك، يُعاب على اللعبة نظام التصويب، الذي يعاني من الدقة والسهولة، وكان من الأفضل تحسينه لجعل المعارك أكثر متعة.

للتنقل، توفر اللعبة مجموعة من سيارات الشرطة، يمكنك فتح المزيد منها بالتقدم في القصة. ومع ذلك، تبرز مشكلة واضحة تتمثل في بطء سيارات الشرطة، خاصة أثناء المطاردات. لتجاوز هذه المشكلة، يمكنك الاستيلاء على أي سيارة مدنية في محيطك، وهو أمر قانوني داخل عالم اللعبة. ورغم ذلك، فإن نظام قيادة السيارات نفسه يعاني من بعض الصعوبة، حيث يحتاج إلى تحسين لجعل التحكم أكثر سلاسة ومتعة.

الجرافيك

تتميز لعبة The Precinct بأسلوب فني رائع يبعث على الحنين إلى الماضي، خاصة لمحبي ألعاب GTA الكلاسيكية. ورغم أن اللعبة لا تعتمد على رسوميات ثورية، إلا أن تصميمها البصري يتماشى بشكل مثالي مع توجهها الفني. المدينة تنبض بالحياة بفضل نظام الليل والنهار، حيث تظهر تفاصيلها بشكل مذهل في كل وقت، من أضواء الشوارع المتلألئة ليلًا إلى ألوان المباني الزاهية نهارًا. ومع ذلك، أرى أن الكاميرا العلوية، رغم إضفائها لمسة كلاسيكية، تحرم اللاعبين من استكشاف الجوانب الجمالية لعالم اللعبة بشكل كامل.

تمت مراجعة اللعبة على جهاز PlayStation 5، ورغم تفعيل وضع Performance الذي من المفترض أن يضمن تجربة بمعدل 60 إطارًا في الثانية، إلا أن الأداء كان أقل من ذلك، وهو أمر مزعج. ورغم أن هذا الانخفاض لا يؤثر بشكل كبير على تجربة اللعب، إلا أنه يظل أمرًا محيرًا، خاصة وأن اللعبة لا تقدم رسوميات ثورية تتطلب موارد معالجة عالية.

عدم دعم اللغة العربية

أحد أكبر عيوب The Precinct هو عدم دعم اللغة العربية، وهو أمر سيؤثر على تجربة الكثير من اللاعبين في المنطقة العربية، خاصة أن اللعبة بها الكثير من الحوارات بين الشخصيات وتفاصيل القصة. لو كانت اللعبة تدعم اللغة العربية، لكانت التجربة أكثر سلاسة وغنى للاعبين العرب. من الضروري أن تدرك شركات الألعاب أهمية دعم المنطقة العربية، وهو توجه بدأت العديد من الشركات الكبرى في اتباعه مؤخرًا، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بهذا السوق الواعد.

الميزات

العيوب