مراجعة وتقييم لعبة Avatar: Frontiers of Pandora

القصة الرئيسية

لنلقي نظرة على قصة اللعبة التي تدور حول عشيرة السارنتو، التي كانت مسئولة عن العلاقات الدبلوماسية بين شعب النافي. ولكن تعرضت هذه العشيرة للإبادة على يد البشر، حيث خُطفت مجموعة من شبابها وأُسروا ليُتدربوا كجنود تحت حكم البشر.

بعد تطور الأحداث يستيقظ هؤلاء الشباب من سباتهم الصناعي، ويجدوا أنفسهم في قلب حروب العشائر على كوكب باندورا مع البشر، حيث يستغل البشر الموارد الطبيعية للكوكب ويسببون تلفًا له. هنا تبدأ رحلتهم لاكتشاف أسرار الكوكب والانضمام إلى المقاومة ضد البشر.

عندما تبدأ اللعبة، يتيح لك تصميم شخصيتك الخاصة ولكن هذه الميزة أضعفت تمامًا قصة اللعبة. حيث ستفتقد الارتباط مع شخصية اللأعب، على العكس تماماً مع لعبة مثل Assassin’s Creed Mirage، التي نجحت في بناء صلة قوية بين اللاعب وشخصية “باسم”، بطل اللعبة. رغم أحداث القصة التقليدية والتي لم تُقدم شيئًا مبتكرًا، إلا أنها لم تقدم عمقًا يُذكر، ويرجع ذلك لضعف تقديم خلفية قصصية مميزة لشخصية اللاعب. في النهاية، القصة كانت جيدة، ولكنها لم تكن استثنائية.

عالم اللعبة “باندورا”

في عالم “Avatar”، لا بدّ لنا من الوقوف عند جمال وسحر عالم باندورا. تقدم اللعبة عالمًا مفتوحًا ينبض بالحياة، مليء بالأنشطة المتنوعة والتفاصيل الغنية والكائنات الحية المدهشة التي تعيش في هذا العالم الساحر.

شخصيتك في اللعبة تتفاعل بشكل وثيق مع هذا العالم، مثل تفاعلها مع النباتات وجمع الموارد التي تحتاجها لاستكشاف هذا الكون الفريد، سواءً أثناء الرحلات الاستكشافية أو أداء المهام. تتبع اللعبة نهجًا شبيهًا بروح أفلام “Avatar” في التأكيد على أهمية الحفاظ على البيئة والحياة البرية، حيث يجب الحرص على عدم التسبب في أذى للبيئة والحيوانات بشكل عشوائي، مما يعزز جمالية وتفاعلية هذا العالم الفريد الذي يستحق استكشافه بعمق.

في عالم باندورا، يحمل الإيكران الخاص بك أهمية كبيرة. بمجرد تقدمك في اللعبة، ستحصل على الإيكران الخاص بك الذي يُمكّنك من استكشاف العالم بكل حرية. بمجرد الحصول عليه، يصبح رفيقًا دائمًا معك في رحلتك، ولا يمكنك تغييره، فهو جزء لا يتجزأ من رحلتك ويساهم في تكملة قصتك حتى النهاية.

مهمات اللعبة

في العاب العالم المفتوح، تتنوع المهام بين الرئيسية والجانبية. خلال المهام الرئيسية، ستنغمس في تجارب تمكّنك من فهم العالم الخاص باللعبة بشكل عميق، بالإضافة لمهام المقاومة ضد البشر، فضلاً عن مهام تستهدف إقناع عشائر النافي للانضمام للمقاومة. تتمتع هذه المهام بتنوع وروعة على الرغم من بعض التكرار في بعضها.

أما المهام الجانبية، فعادةً ما تكون كثيرة ومتكررة في بعض الأحيان، ولكنها لا تفتقر إلى الجاذبية، خصوصاً بالنظر إلى الجوائز القيّمة التي تحصل عليها بعد إكمالها. يجب الإشارة أن المهام الجانبية لا تؤثر على سياق أحداث القصة الرئيسية فهي مستقلة بذاتها.

أسلوب اللعب

تقدم اللعبة أسلوب لعب مثير، حيث استطاعت اللعبة بشكل متميز أن تقدم تجربة قتالية مثيرة، حيث يمكن للاعب الانغماس في مواجهات متنوعة باستخدام مجموعة واسعة من الأسلحة، مثل البنادق والأسلحة الرشاشة الخاصة بالبشر. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن استخدام أسلحة النافي البدائية في أوقات التخفي، والتي تمنح لاعب القدرة على التعامل بذكاء وتكتيك خلال المواجهات دون التعرض للكشف من الأعداء.

كذلك، تبرز أسلحة النافي بقوتها ودقتها في صيد الكائنات بشكل فعّال. تتيح اللعبة للاعب حمل أربعة أسلحة مختلفة خلال رحلته، وهو قادر أيضًا على تصنيع ذخيرة متقدمة لهذه الأسلحة باستخدام الموارد المتوفرة في عالم اللعبة. بالإمكان الدخول في المواجهات بالطريقة التي تفضلها، سواء كان ذلك من خلال المواجهات المباشرة أو استخدام أساليب التخفي.

أما بخصوص التسلل في اللعبة، فقدمت تجربة ذكاء اصطناعي متميزة للأعداء. خلال المواجهات، ستجد تفاعلًا ذكيًا من الأعداء، إذ يختبئون ويحصنون أنفسهم بشكل جيد. هذا حيث تكمن الفرصة للاستفادة من استخدام أساليب التسلل بمساعدة أسلحة النافي البدائية، التي قد تكون الحل الأمثل لتجنب المواجهات المباشرة والتغلب على الذكاء الاصطناعي المتقدم للأعداء.

شخصية اللاعب تمتلك مستوى يمكن تطويره، وتتوزع المهام في اللعبة بناءً على هذا المستوى. تقدم اللعبة أيضًا نظامًا لترقية الأسلحة وشجرة مهارات لشخصية اللاعب، حيث يمكنك تطوير الأدوات بعد الحصول على مخططات التصنيع المطلوبة داخل عالم اللعبة.

اللعبة تشتمل أيضًا على نظام للصحة والطاقة يمكن التحكم فيه من خلال تناول الطعام، سواء كان نيئًا أو مطبوخًا. يُنصح بطهي الطعام للحصول على أقصى قيمة غذائية، ويُمكن جمع هذه الموارد من عالم اللعبة. الإيكران الخاص بك يمتلك مستويات صحة وطاقة يجب الاعتناء بها عبر توفير الغذاء بشكل مناسب.

تم توفير دليل الصياد في اللعبة لتوضيح العالم بشموليته، من حيوانات ونباتات، ويمكن الوصول إليه من قائمة اللعبة. الدليل يشرح المكونات بشكل وافٍ ومتوفر باللغة العربية، فهو مفيد لفهم جميع جوانب عالم اللعبة ويُنصح بالاطلاع عليه للتعرف الكامل على المحتوى المتاح فيها.

الجرافيك “أسطوري”

إذا كانت سلسلة أفلام “أفاتار” تعتبر تحفة فنية في عالم السينما، فإن اللعبة تمثل تحفة فنية مماثلة في عالم الألعاب. يتميز عالم اللعبة بالغنى والجمال، حيث تظهر مناظر طبيعية ساحرة ومدهشة، مما يجعلني كثيرًا ما أتجول في اللعبة فقط للاستمتاع بجمال الطبيعة. إنها تقدم تجربة تفاعلية مميزة لا تختلف كثيرًا عن الجمال الذي نراه في الأفلام.

تصميم الشخصيات في اللعبة يُعتبر بنفس مستوى جمال وجودة عالم اللعبة. لاحظت أن حركات الشفاه عندما تتحدث الشخصيات تتناسب مع الكلام، سواء خلال المشاهد السينمائية القليلة أو أثناء اللعب، وهو أمر جيد لأنه يعزز جاذبية جمال اللعبة ويضيف قوة إضافية للتفاعل مع الشخصيات.

التعريب

فكرت كثيرًا في عدم الإشارة إلى التعريب أثناء المراجعة، حيث أن شركة يوبي سوفت مشهورة بجودة تعريب ألعابها. على الرغم من عدم وجود دبلجة عربية في اللعبة، إلا أن التعريب كان رائعًا للغاية، حيث قدّمت اللعبة ترجمة شاملة للواجهة والحوارات بشكل ممتاز.

مميزات اللعبة