قبل إصدار لعبة Mindseye، ارتفعت الأصوات التي تشكك في جاهزيتها، في حين رأى آخرون أن ما يحدث هو حملة ممنهجة للإضرار باللعبة، مشيرين بإصبع الاتهام إلى شركة روكستار. ومع صدور اللعبة، توالت المراجعات السلبية سواء على منصة ستيم أو من مستخدمي منصة X (تويتر سابقًا). ورغم كل ذلك، قررنا منح اللعبة فرصة حقيقية، فقمنا بتجربتها لأكثر من سبع ساعات بهدف إعداد مراجعة شاملة. لكن للأسف، يبدو أن اللعبة ماتت قبل أن تولد. ومع ذلك، سنعرض انطباعاتنا بعد تجربة لعبة Mindseye، على أمل أن يقوم فريق التطوير بإصلاح الأخطاء مستقبلاً، رغم أن هذا يبدو مستبعدًا في الوقت الحالي.
قبل كل شيء، من المهم التمييز بين أزمة لعبة Mindseye وأزمة Cyberpunk 2077. فبالنسبة للأخيرة، ورغم المشاكل التقنية التي عانت منها عند الإطلاق، قمنا بمراجعتها لأننا كنا نعلم أن تلك المشكلات قابلة للحل عاجلًا أم آجلًا. أما في حالة Mindseye، فالوضع مختلف؛ إذ أن المشاكل التي تعاني منها ليست تقنية فقط، بل تمس جوهر اللعبة وتصميمها الأساسي، مما يجعل من الصعب جدًا معالجتها. ولهذا السبب، نرى أننا غير قادرين على تقديم مراجعة حقيقية للعبة في الوقت الحالي.
تدور أحداث اللعبة حول “جايكوب دياز”، ضابط سابق في الجيش تم تسريحه بعد تعرضه لحادثة غامضة تتعلق بالجهاز المزروع في رأسه، المعروف باسم Mindseye. بعد خروجه من الخدمة، ينضم جايكوب إلى شركة أمنية خاصة، حيث تبدأ مغامرته الحقيقية. ومع مرور الوقت، تبدأ مشكلات غريبة في ذاكرته بالظهور نتيجة تأثير Mindseye، ما يدفعه للبحث عن إجابات ومحاولة وضع حد لمعاناته.
اين اللعبة؟
كانت أمام Mindseye فرصة ذهبية لاحتلال مكانة بارزة في سوق الألعاب، خاصة مع تأجيل GTA 6 إلى العام المقبل، ما فتح الباب أمام أي عنوان جديد لملء هذا الفراغ. لكن بعد وقت قصير من بدء اللعب، سيتبادر إلى ذهنك سؤال واحد: “أين؟” أين القصة الجذابة؟ أين المدينة النابضة بالحياة؟ أين تنوّع الأسلحة وأسلوب القتال؟ أين الخريطة الغنية بالتفاصيل؟ أين كل ما وُعِدنا به؟ ومع هذه التساؤلات، سرعان ما تصطدم بمشاكل تقنية عديدة تخرجك تمامًا من أجواء التجربة، لتطرح سؤالًا أخيرًا ومؤلمًا: أين كان فريق الجودة في استوديو Build A Rocket Boy؟
اللعبة، ببساطة، غير مكتملة، ويمكن لأي لاعب متمرس أو حتى عادي أن يشعر بذلك بعد فترة قصيرة من اللعب. على سبيل المثال، لا توجد خريطة لعالم اللعبة، ولا يمكن استخدام نظام الانتقال السريع، وهو أمر مزعج خاصة أن أغلب المهمات ترسلك إلى مواقع بعيدة، مما يجبرك على القيادة لمسافات طويلة. والمشكلة أن السيارة التي تقودها هي واحدة فقط، ولا يمكنك استخدام أي مركبة أخرى في العالم. تبدأ بسيارة محددة، ومع تقدم القصة تحصل على سيارة ثانية، وهذا كل ما في الأمر.
أما المهمات، فهي مملة ومكررة؛ كل ما تفعله هو القيادة لمسافات طويلة، قتال بعض NPCs، ثم العودة إلى مقر الشركة. اللعبة خطية بالكامل، وهذا بحد ذاته ليس عيبًا — فحتى مهمات GTA V خطية — لكن في Mindseye الخطية تشمل اللعبة بأكملها، مما يفقدك الإحساس بالحرية أو التنوع.
أسلوب اللعب كذلك يعاني من الرتابة؛ تواجه الأعداء بعدد محدود من الأسلحة، ولا يوجد تنوع يُذكر. تبدأ بسلاح واحد، ويتم فتح بعض الأسلحة لاحقًا، لكن دون أي ابتكار في الاستخدام أو التصعيد. أما مهمات المطاردات بالسيارة، فهي كارثية بحق. سرعتك محدودة بشكل غير منطقي، بينما تتفوق عليك سيارات الخصوم بسهولة، مما يجعلك تعاني لإنهاء المهمة. وهناك أيضًا مهمة تسلل داخل سجن “Redrock” سأترك الحكم لكم إن لعبتموها، لكنها — بكل صراحة — واحدة من أسوأ مهام التخفي التي يمكن أن تواجهها في أي لعبة.
السؤال الأهم هنا: أين كانت فرق إدارة الجودة في استوديو Build A Rocket Boy وشركة IOI Interactive؟ كيف تم السماح بإصدار منتج غير مكتمل بهذا الشكل؟ لقد تم تدمير لعبة كان من الممكن أن تكون ناجحة فعلاً، لو أنها حصلت على الوقت الكافي في التطوير. من المؤسف أن الفريق لم يتعلم من دروس الماضي، خصوصًا مما حدث مع Cyberpunk 2077.
المشاكل التقنية
أما بالنسبة للمشاكل التقنية، فلن نخوض فيها كثيرًا، حيث أعلن فريق التطوير عن إطلاق ثلاثة تحديثات خلال الأسابيع المقبلة لمعالجتها. كما يمكنك استرداد أموالك على منصة PlayStation في حال لم تعجبك اللعبة، بينما على أجهزة PC على منصة Steam، يمكنك طلب استرداد الأموال طالما لم تتجاوز ساعتين من وقت اللعب.
هل ننصح بالشراء؟
بكل وضوح، اللعبة لا تستحق دفع المبلغ الكامل في وضعها الحالي. فهي غير مكتملة وتعاني من مشاكل تقنية متعددة، تجعل من التجربة غير مرضية على الإطلاق. ننصح بالانتظار لفترة — قد تكون طويلة — إلى أن يتم إصلاح هذه العيوب، أو حتى تُدرج ضمن خدمات الاشتراك مثل Xbox Game Pass أو PlayStation Plus. بخلاف ذلك، لا نوصي نهائيًا بشراء اللعبة في الوقت الراهن.
يجدر التنويه أن ما قدمناه هنا هو انطباعاتنا بعد تجربة لعبة Mindseye، وليست مراجعة شاملة. فاللعبة في وضعها الحالي غير مكتملة، ولا يمكننا تقديم تقييم عادل لمنتج لم يكتمل تطويره بعد. إذا تم إصلاح المشكلات مستقبلاً وتحسّنت التجربة العامة، فقد نعود لاحقًا لتقديم مراجعة كاملة للعبة.